عندما زرناه في منزله الكائن في محلة الروس، حسبنا ان لدينا متسعاً من الوقت لنأخذ منه تاريخ الدوير، بناسها، احداثها، مناطقها، تقلباتها، عائلاتها، تطورها، تمدنها...الخ، ولكننا لم نحسب ان الاستاذ الكبير خليل سلامي هو "شرك" او "كمين" او "مصيدة" لنا. مضى الوقت ولم نستفق الا و"حب" الدوير متلف حول اعناقنا. بل لنقل "حب" ما قاله الاستاذ عن الدوير، هو الذي جعلنا نمضي 3 ساعات والدهشة تحوم حولنا. ولنتساءل بيننا وبين انفسنا: ما سر هذا الرجل؟ أهو ساحر يريد ان يسلبنا عقولنا ويغوينا للغوص اكثر في تاريخ الدوير؟ ام انه مجرد محب لهذه البلدة بكل تفاصيلها، من اقصاها الى اقصاها، ومن شمالها الى يمينها، ومن مشرقها الى مغربها، ومن كبيرها الى صغيرها، ومن ماضيها الى حاضرها...
لن نستطيع ولن نستطيع ان نغويكم بكلماتنا، كما اغوتنا اوراقه الكثيرة، واحاديثه الشيقة، ومصطلحاته، وكل شيء يخرج من فهمه عن الدوير.
هذا الرجل، هذا الاستاذ، هذا المناضل، هذا الشاعر، هذا الانسان، هو بكل بساطة: مؤرخ الدوير (الصامت حتى الان).
جلسنا كالتلاميذ في حضرته. جلب اوراقه الكثيرة. وعزمنا على فنجان شاي ومكسرات. اخذتنا البهجة والدهشة ونحن نستمع اليه. فمن اين لهذا الرجل كل هذه التفاصيل الدقيقة عن الحياة القروية وما كانت تحويها من تعابير ومصطلحات وادوات؟. لم ننبس ببنت شفة. ولم نشبع من هذا التاريخ المجسد في قصائد وصفحات تتبلور شيئا فشيئا. فالاستاذ خليل سلامي يعمل على الانتهاء من (1) رواية (2) ومذكراته في المعتقل (3) وتفسير لقصائده التأريخية لبلدة الدوير. وعندما الانتهاء منهم جميعاً سنجد الدوير أمامنا كما كانت ايام اجدادنا وجدادتنا، بكل تفاصيلها وحياتها الاجتماعية والسياسية.
لا نبالغ ان قلنا ان الاستاذ هو ثروة لنا. نحن الجيل الذي لم يعش ولم يقرأ عن ماضي بلدتنا. فتاريخنا غير مكتوب ومن كتبه او لا يزال يكتبه، فهو إما يريد الاحتفاظ به لنفسه، او ان الكسل لا يسمح له بأن يفكر بنشره او حتى التفكير بإستغلال هذه المدونات في خدمة التعريف بتاريخ الدوير.
الاستاذ خليل سلامي، سيكون ضيفنا المرحب به دوما على صفحتنا، وسننشر له بعضا من قصائد وبعضا من اوراقه او حتى بعضا من مذكراته. وفي الوقت عينه، نريده ان يتنشط قليلاً (وهذه دعوة للبقية من الذين يشبهونه في حب تدوين تاريخ الدوير)، وأن يشد الهمة قليلا، كي ينتهي من كتبه لينشرها. لان لنا عليه حق ان يأخذنا الى تاريخ بلدتنا ليعرفنا عليه كما هو.
في باكورة اطلالاته، سوف ننشر له قصيدة بعنوان بركة الضيعة. اخذنا صورة لها بخط يده وسجلناها بصوته ايضا.
له منا كل حب وتقدير ونشكره على تخصيصه لنا وقتا من وقته مساء الجمعة 2011/4/10.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق