ونتابع رحلتنا داخل احياء الدوير، لننعطف يمينا بإتجاه البركة. السير بين جدران البلدة القديمة في هذه الايام، تشي بأن "اهلها الاصليون"، قد رحلوا الى مكان آخر، وان "الوافدين الجدد" هم الان أسياد المكان. البيوت القديمة يتساكنها لهجات جديدة، وجوه جديدة، وأحلام مؤقتة، تأخذ من احلام اجدادنا روح المكان.
لكل وقت ظروفه، ولكل مكان اناسه الدائمون والمؤقتون. ولكن بركتنا، لم يعد لها من وجود سوى اسمها، وذكرى لمن عاصرها. وربما الجيل الذي يلعب عليها الان، لا يملك تاريخها، ولا حتى أي معرفة عنها. لقد حولنا المكان الذي كان يجمع اهالي الدوير حوله، الى ملعب لا يغني، ولا يدبك، ولا الميجانا، ولا العتابا، ولا الغمزات البريئة، ولا اللقاءات بعد مواسم الحصاد، ولا اللقاءات حتى الفجر، ولا تطهير الغسيل، ولا الدبكة. ولا تنتهي الاشياء هنا. وربما، بل على الاكيد، لكل جيل اماكنه واهتماماته. ولا يمكن لنا ان نورث الاجيال القادمة اماكن لا تشبههم. ولكن في بالنا سؤال قديم لا زال يتردد: من هو الذي خطرت بباله تحويل البركة الى ملعب؟ ولماذا حولت الى ملعب، ولم تحول الى حديقة مثلا؟
رحلتنا، لن تنتهي هنا. ولنا في كل خميس:الدوير أحياء بأحياء. وسنقصد كل الاماكن، ليجول في ذاكرتنا وخواطرنا، ما يشبه الحنين اليها، كلما ابتعدنا عنها او حتى كلما اقتربنا منها.
اجمل مافي احياء بلدتنا الحبيبة زكريات طفولتنا وابشع مافيها المياه الجارية التي تحمل الوباء لاطفالنا والبلدية نائمة نومة اهل الكهف عن هذه المخالفات التي لاتليق بنا نحن ابناء بلدة الدوير بلد العلم والمعرفة ولكن للاسف الشديد القيمون على بلدتنا الحبيبة لايفقهون شيء في رعاية ابنائها
ردحذف